فلسفة أولى باك آداب وعلوم إنسانية مجزوءة الإنسان درس: مفهوم الوعي و اللاوعي

 درس: مفهوم الوعي و اللاوعي

* تحلیل نص فروید: فرضیة اللاشعور.

1 -إشكال النص:

ما ھي العلاقة الموجودة بین الوعي و اللاوعي ؟

ومن منھما یتحكم في الحیاة النفسیة للإنسان ؟

2 -أطروحة النص :

یعطي فروید الأسبقیة لللاشعورأ و االلاوعي في تفسیر الأنشطة الصادرة عن الجھاز النفسي .

فالجزء الأكبرفي ھذا الجھاز تحتلھ الدوافع الللاشعوریة التي تقف وراء معظم أفعال الإنسان و إبداعاته الفكریة و الفنیة .

3 -البنیة المفاھیمیة للنص :

مكونات الجھاز النفسي حسب فروید :

الھو: - ھو أصل الجھاز النفسي

- یمثل الرغبات الغریزیة التي تھدف إلى تحقیق اللّذة الحسیة.

- لاعقلي، لاشعوري و لا منطقي .

- لا زماني و لا مكاني .

الأنا : - ینشأ عن اصطدام رغبات الھو بالواقع

- یمثل منطقة الصراع في الجھاز النفسي حیث یقوم بوظیفة أساسیة، ھي التوفیق بین الرغبات اللامعقولیة للھو و الأوامر

المثالیة للأنا الأعلى .

- یمثل مبدأ الواقع .

الأنا الأعلى : - یمثل مبدأ المثال .

- یمثل القیم الأخلاقیة العلیا (الضمیر الأخلاقي ).

- ینشأ عن تقمص الطفل للأوامر العلیا لوالدیھ أو لمن یعتبرھم قدوة بالنسبة إلیه.

* الشعور: ھو معرفة مباشرة بالحالات النفسیة. و مجال الشعور ھو مجموع العواطف و الأفكار والصور التي تؤسس الحیاة العقلیة لكل فرد 

* اللاشعور : ھو جانب عمیق في الحیاة النفسیة یتكون من المیولات و الرغبات المكبوتة، و التي تعبر عن نفسھا في الأحلام و النكت وزلاة القلم وفلتات اللسان .

* الحلم : ھو تعبیر رمزي عن رغبات لاشعوریة یصعب تحقیقھا في الواقع نظرا لرقابة الأنا والأنا الأعلى، فیحتال علیھما الھو لیلا أونھارا لكي یحقق ر غباته .

* اللیبیدو : ھو الطاقة النفسیة المتعلقة بالغرائز الجنسیة، كما یقصد فروید باللیبیدو ” الرغبة الجنسیة المتجھة نحو الموضوع ” .

* عقدة أودیب : تتلخص في حب الطفل لأمه و كرهه لأبیه : و یسمي فروید ھذه الحالة بعقدة أودیب نسبة إلى الملك أودیب الذي روت

الأسطورة الیونانیة أنه قتل أباه من غیر علم منھ، فلما علم الحقیقة فقأعینیھ حزنا و كمدا .

4 -البنیة الحجاجیة للنص :

دافع فروید عن أطروحته القائلة بأن اللاشعور ھو أساس الحیاة النفسیة بالإعتماد على الأسالیب الحجاجیة التالیة :

+ أسلوب المقارنة : إذا ما قارنا الشعور و اللاشعور على مستوى الحیاة النفسیة سنجد أن الحیز الأكبر منھا تمثلھا منطقة اللاشعور، بینما لا تمثل منطقة الشعور إلا الجزءالضئیل 

+ أسلوب المثال : یتجلى في مثال الحلم الذي یعبر عن الرغبات اللاشعوریة التي تفصح عن نفسھا بكیفیة مقنعة و مرموزة . و أیضا مثال الھستیریا التي ھي عبارة عن اضطرابات عصابیة تعبر عن دوافع لاشعوریة و جنسیة.

الأدوات اللغویة / المنطقیة

لا نبالغ ...

أن نفترض ...

فأما و قد ...

إننا لن نعزوھا إلى ...

بل إلى.

 وظائفھا الحجاجیة

رفض الأطروحة النقیض التي ترتكز على الشعور في تفسیر الحیاة النفسیة .

طرح الفرضیة/ الأطروحة القائلة بأن اللاشعور ھو أساس الحیاة النفسیة .

الإشارة إلى الدراسات النفسیة التي تؤكد على أھمیة الحلم و علاقته بالدوافع اللاشعوریة

الوقائع التي تظھر في الحلم لا یجب فھمھا كما تظھر فیها، بل یجب اعتبارھا تعبیرا عن

رغبات لاشعوریة.

یقول فروید : ” الأحلام ھي الطریق الملكي إلى اللاشعور ” .

و یقول أیضا: ” إن الفوضى الظاھرة في الحلم لیست إلا شیئا ظاھریا لا یلبث أن یختفي حینما نمعن النظر في الحلم ” .

 * نص ألان 

1 -إشكال النص:

مالذي یتحكم في أفكار الإنسان و سلوكاته الشعور أم اللاشعور؟.

2 -أطروحة النص :

یرفض ألان فكرة فروید القائلة بأن اللاشعور ھو الذي یتحكم في الذات، و یقول على العكس من ذلك أن أفكارنا و سلوكاتنا ھي نتائج للوعي؛أي لذات فاعلة و متكلمة .

3 -مفاھیم النص :

* العلیة : ھي المبدأ القائل بأن لكل حادث سبب أدى إلى حدوثھ، و جعلھ على ھذه الكیفیة و لیس على كیفیة أخرى .

[ أرسطو: ھناك أربع علل ضروریة من أجل إیجاد شیئا ما [ مثلا صنع كرسي ] .

+ العلة الفاعلة: النجار

+ العلة المادیة: الخشب

+ العلة الصوریة: شكل الكرسي

+ العلة الغائیة: الجلوس

* الرمزیة : ھي ظھور و قائع الحلم في شكل رموز و علامات مخالفة للوقائع الحقیقیة على مستوى الواقع.

* الذات الفاعلة : ھي العقل الواعي المتحكم في أفكار الإنسان و سلوكاته .

4 -حجاج النص :

یعتمد صاحب النص على أسلوبي السجا ل و نقد مفھوم اللاشعور كما قدمه علم النفس الفرویدي:

- صعوبة فھم و تحدید اللاشعوري .

- لفظ اللاشعور ھو من نسج خیال فروید، إنھ شخصیة أسطوریة.

- لا یمكن القول بأن الغریزة لاشعوریة، وا لسبب ھو أنھ لا یوجد أمامھا شعور حیواني تتمظھر من خلاله. و ھذا یعني أن كل و عي أو شعور ھو عقلي و مفكر فیه من قبل العقل الواعي.

- اعتبر ألان أن علامات الأحلام عادیة و یمكن تفسیرھا انطلاقا من نظام رمزي سھل، و ھذا بخلاف فروید الذي یذھب إلى أن الأحلام ذات رمزیة ملتویة و معقدة .

- یرفض ألان أن یكون اللاشعور أنا آخر، بل إن كل أفكارنا و سلوكاتنا ھي نتاج لإرادة صادرة عن الذات الواعیة الفاعلة و المتحكمة.

خلاصة:

لقد تم اعتبار الإنسان في الفلسفة حیوانا ناطقا، و تم اعتبار أن الوعي ھو السمة الأساسیة الممیزة له عن باقي الكائنات.ھكذا فالوعي عند الفلاسفة كدیكارت و سارتر و ألان ھو المصدر أو الأساس الذي تنبني علیه كل الحقائق، فسلوكات الإنسان و أفكاره صادرة عن الوعي . غیر أن أبحاث فروید في مجال علم النفس أدت إلى اكتشاف اللاوعي أو اللاشعور، بحیث ثم اعتباره أساس الحیاة النفسیة و أنه یحتل الحیز الأكبر في الجھاز النفسي، و ما الوعي سوى الجزء الضئیل الذي یتواجد على سطح ھذا الجھاز. واعتبر فروید أن معظم سلوكات الإنسان، و أشكال وعیه بذاته و بالعالم، صادرة عن دوافع لاشعوریة تجد تجلیاتھا في الأحلام و النكت و فلتات اللسان، وفي لإبداعات الفنیة و الأمراض النفسیة .

شارك هذا المنشور