-->

فلسفة ثانية باك آداب وعلوم إنسانية تأطيرات عامة للمجزوءات الفلسفية

تأطيرات عامة للمجزوءات الفلسفية

مجزوءة الوضع البشري:


إن الوضع البشري معطى تتداخل في تشكله عدة عناصر و مكونات وهي: الذات، و الآخر، و ماضي الإنسان، و العلاقة  المتشابكة بينهما.

 تتمثل الضرورة في الوضع البشري : 

على مستوى الشخص : في القوانين البيولوجية والنفسية و الاجتماعية التي تخضع لها الذات. 

على مستوى الغير : في الخضوع للقوانين الأخلاقية، : إضافة إلى التواجد مع الآخر، و ضرورة العلاقة معه.
على مستوى التاريخ : في خضوع الكائن البشري لشروط تاريخية حتمية تتطور في استقلال عن إرادة الأفراد.

 تتمثل الحرية في الوضع البشري : 

على مستوى الشخص : في تجاوز الفرد لوضعه الحالي ليصنع من ذاته ما يشاء في المستقبل. 
على مستوى الغير: في خلقه لمسافة مع الآخر تجعله مستقلا عنه، وليس تابعا له.
على مستوى التاريخ : في الإرادة و حرية الاختيار التي يتميز بها الإنسان. و التي تؤهله للانفلات من الحتمية التاريخية ليصبح صانعا لتاريخه الخاص .


مجزوءة السياسة:

إن السياسة هي مجال ممارسة السلطة والسلطة المضادة. السلطة ممثلة في الدولة {السلطة التنفيذية، السلطة التشريعية، و السلطة القضائية.} و السلطة المضادة مجسدة في السلطة الرابعة (الصحافة)، و سلطة المجتمع المدني: الجمعيات، المنظمات النقابات، أحزاب المعارضة.

تكون السياسة غير مشروعة :

على مستوى الدولة : عندما تمارس التسلط و الإستبداد والقمع والشطط في استعمال السلطة .
على مستوى العنف : عندما يعتمد على القوة فهو سلوك مدمر غريزي وأصلي في الإنسان غايته الظلم .
على مستوى الحق والعدالة :حين تغيب الحريات الفردية والجماعية ويخضع الأفراد للتمييز على أساس عرقي أو جنسي أو ديني ...أو عندما تسن قوانين جائرة .

تكون السياسة مشروعة :

على مستوى الدولة : عندما تتأسس على علاقات تعاقدية، و على وعي بالحقوق و الواجبات بين إرادات حرة.  

على مستوى العنف : عندما يكون في إطار القوانين : المشروعة غايته الحفاظ على النظام، أو عندما يصدر عن  العقل باعتباره خطابا برهانيا متماسكا. 


على مستوى مفهومي الحق والعدالة : باعتبارهما  المفهومان المؤسسان لكل خطاب حول المشروعية، سواء كان خطابا نظريا أو ممارسة قانونية تطبيقية


مجزوءة الأخلاق:

إن الأخلاق هي مجموعة من القيم الثقافية و الاجتماعية، تمثل مثلا عليا يسعى نحوها الإنسان من جهة، كما تسعى إلى تنظيم علاقة الفرد بالآخرين من جهة ثانية. وقد تتخذ شكل واجب يتميز بالإكراه، كما قد تتخذ شكل التزام حر يتبناه الفرد بطواعية. و غایتها هو تحقيق السعادة لمعتنقيها، سواء كان فردا أو جماعة.

 تتجلى الأخلاق في بعدها المطلق : 

على مستوى الواجب : في تلك الإلزامات والإكراهات العقلية التي تحدد العقل الإنساني وتجعله يحترم القانون الأخلاقي من أجل الواجب ذاته و ذلك بغض النظر عن الأهواء الذاتية و المصالح الفردية  
على مستوى الحرية : في اعتبار الفعل الإنساني فعلا إما حرا بشكل مطلق أو خاضعا لحتميات مطلقة 
على مستوى السعادة : في الطابع العقلي التأملي للسعادة و إعتبارها غاية قصوى لكل إنسان

 تتمتل الأخلاق في بعدها النسبي : 

على مستوى الواجب : في اختلاف الواجبات حسب المجتمعات وحسب قدرات الأفراد

على مستوى الحرية : في اختلاف قوى وقدرات الجسد من شخص لآخر, وأيضا في إختلاف الأنظمة السياسية و القوانين المحددة للحرية

على مستوى السعادة : في كون مفهوم السعادة يخضع لتمثلات الناس حسب ظروفهم الاجتماعية و  التاريخية.



مجزوءة المعرفة :

إن المعرفة ليست معطی جاهزة، بل هي عملية بناء مستمرة تتم بطريقة تفاعلية بين الذات والموضوع، تقوم بها الذات العارفة، بشكل منهجي، اتجاه موضوع المعرفة بالاعتماد على قدرات عقلية ومهارات ذهنية.

 تتمثل الموضوعية في المعرفة الإنسانيةعلى مستوى الحقيقة  العلمية، سواء الرياضية أو التجريبية، أو الإنسانية، التي تعبرعن الواقع في استقلال عن تدخل الذات مستعينة بمناهج  اختبارية تتأسس على التجريب، والصياغة الرياضية، كما : تدرس الإنسان بعيدا عن الآراء الشخصية والأذواق وتأملات الذات.

و تتمثل الذاتية في المعرفة الإنسانية في الحقيقة الوجدانية والرأي، إضافة إلى حضور الذات في بناء المعرفة العلمية من خلال وضع الفرضيات والبناءات العقلية، وتظهر بشكل واضح  في العلوم الإنسانية، حيث يصعب التخلص من الذاتية ما دام أن الذات العارفة تتدخل في تشكل موضوع المعرفة.

اشترك في آخر تحديثات المقالات عبر البريد الإلكتروني:

0 الرد على "فلسفة ثانية باك آداب وعلوم إنسانية تأطيرات عامة للمجزوءات الفلسفية"

إرسال تعليق

إعلان أسفل عنوان المشاركة

إعلان وسط المشاركات 1

إعلان وسط المشاركات اسفل قليلا 2

إعلان أسفل المشاركات