-->

تأملات في الغضب




محمد عواد - الغضب هو تلك الحالة التي نندم على دخولنا فيها بعض الأحيان ونندم على عدم دخولنا فيها أحياناً أخرى ، وبالتالي نريد أن نتوقف معها لنفهم هذه الشرارة التي قد تتحول إلى نار أو تتحول إلى جليد بعد ذلك في فقرتنا الخاصة تأملات.

- الغضب حالة يختلف عليها الناس وهي مثل النار تماما ، فالواقع فيها لا يرى شيئاً سوى النار وصوته ومن يكون خارجها يتحول إلى كونفوشيوس في حكمته ويبدأ بإلقاء الحكم ولكن كلنا نغضب وهذه هي الحقيقة ونختلف بأسباب غضبنا فقط.

- أكثر مصطلح لا أؤمن فيه هو " إدارة الغضب" ، فالإدارة موجودة للتحكم بالموارد الحاضرة مثل إدارة الوقت وإدارة الموارد البشرية وغيرها وبالتالي الغضب لا يدار لأن الإدارة هدفها الاستدامة ، ولكن المطلوب هو التعامل مع الغضب.

- من واجب الإنسان الذي لا يغضب فينا مرة واحدة على الأقل في السنة أن يراجع نفسه وسلوكه فهذا دليل خلل واضح في فهمه للحياة ، فهذه الحياة خلقت كي نعيشها على مبادىء ومن الاستحالة أن هذه المبادىء لم يتم انتهاكها طوال سنة كاملة لذلك أفهم هنا قول كرستوفر مورلي : " الرجل الذي لم يغضب امرأة في حياته هو رجل فاشل".

- ليس هناك شخص يغضب على أمور تافهة صدقوني ، وفي أسوأ الأحوال سيغضب على شيء يحسبه مهماً (وهو في باطنه غير مهم) وبعد انتهاء دورة الغضب يفكر بالأمر ويعرف أنه لا يستحق الغضب ، ومن هنا نتمنى لو نفكر حقاً بما نسميه ثوابتنا وأساسيات حياتنا إن كانت صحيحة وتستحق الغضب أم لا قبل أن نغضب.

- لي صديق متزوج يؤكد لي أنك ستتعرف على الغضب يومياً بعد الزواج وسوف يصبح ابنك الأول في البيت ، ليس هو فقط لكنني أشاهد عديد البشر يغضبون يومياً لنفس الأمر ولم يحاولوا علاج جذوره كي لا يغضبون لأن حالة الغضب باتت دائرة ارتياح يحبون العيش فيها.

-  الغضب الشديد بعض الأحيان أفضل وسيلة لحمايتك من أشخاص يخافون الغاضب أو صاحب ردة الفعل ، فليس كل البشر يتم التعامل معهم بالتسامح والمثالية ولكن تذكر بأن إحدى الحكم تقول : " لا تقتل بعوضة بمدفع" ، أي إن غضبك يجب أن يكون بمقدار سبب الغضب!.

- من وصايا الرسول عليه الصلاة والسلام " لا تغضب" ومن وصاياه الاستعاذة من الشيطان الرجيم عند الغضب ... لكن هذا الغضب هو الغضب لأمور عادية أما الغضب لما يستحق الغضب فهو واجب شرعي أيضاً!

- العبرة ليست في أن نغضب أو لا نغضب ، لكن العبرة في أن لا يسيطر علينا الغضب في قضية معينة إلى الأبد ، وهنا نفهم قوله تعالى : " وإذا ما غضبوا هم يغفرون" فالغضب ليس بيدك لكن استمراره واستمرار عواقبه هو الذي بيدك.

- معلومة صحيحة أنك في الغضب يصبح تفكيرك صفراً ، ومعلومة صحيحة أنك لو غضبت فلن ينسى الطرف الأخر غضبك عليه ولو سامحك ، ومعلومة صحيحة أن الناس يرون الغاضب هو المخطىء مهما كان السبب ، ومعلومة أكيدة أن هناك أناس يستحقون التضيحة بكل ما سبق والغضب عليهم!!

-  أسوأ الغضب غضب الأنانية ، وهذا الغضب الذي يأتي من أجل شعور الشخص بأنه فوق كل البشر فلو سمع انتقاداً صحيحاً بحقه يغضب أو شعر بأن أحدهم أفضل منه يغضب ... هذا الغضب يبقى الإنسان في مكانه لأنه يعتقد دوماً بأنه على حق والأخرين مخطئون.

اشترك في آخر تحديثات المقالات عبر البريد الإلكتروني:

0 الرد على "تأملات في الغضب"

إرسال تعليق

إعلان أسفل عنوان المشاركة

إعلان وسط المشاركات 1

إعلان وسط المشاركات اسفل قليلا 2

إعلان أسفل المشاركات